انتظر قليلا 0%

صحة الإجازة في القرآن الكريم والسنة النبوية عن بُعد

 

الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ.

أَمَّا بَعْدُ:

جاءت الشَّريعةُ بتَيسيرِ تَعليمِ الكتابِ والسُّنَّةِ ونَشرِهِما في الآفاق، ونوَّعت من أساليب القراءة والسَّماع؛ حِرْصاً على وُصولِ الهُدى إلى عُمومِ الخلق؛ فيسَّرت على الطَّالب الانتفاع بعلمِ شيخِه عن قُربٍ، وكذلك يسَّرتْ على البَعيدِ تَلقِّي العلم من العُلَمَاء، فصحَّحَت السَّماعَ مِنْ وراءِ حِجابٍ في القرآن الكريم والسُّنَّة النَّبويَّة وغيرِهِما من كُتُبِ العُلَمَاء، والإجازةَ فيها.

ولِتطوُّر وسائل الاتِّصَال الحَدِيثَة، وإقبالِ النَّاس عليها، وسُهولةِ الانتفاعِ بها، وإِمكانِ تَلقِّي العلمِ منها ونَشرِه؛ ومِنْ ذلك أَخْذُ الإجازاتِ في القرآنِ الكريمِ والسُّنَّةِ النَّبويَّةِ وكُتُبِ أهلِ العلم، ولكونِ الإجازة بالوَسَائلِ الحَدِيثَة مِنْ نَوازلِ هذا العَصْر؛ جَمَعْتُ في هذا الكتاب الأدلَّة من الكِتابِ والسُّنَّة، وأقوالِ العُلَمَاء، وما جَرَى عليه عَمَلهم في إجازةِ تلاميذهم، وبيَّنتُ فيه صِحَّة الإجازة عن بُعدٍ، وسَمَّيتُه: «صِحَّةُ الإِجَازَةُ فِي القُرْآنِ الكَرِيمِ وَالسُّنَّةِ النَّبَوِيَّةِ عَنْ بُعْدٍ – بِالأَدِلَّةِ مِنَ الكِتَابِ والسُّنَّةِ وَأَقْوَالِ العُلَمَاءِ وَأَحْوَالِهِمْ –».

أَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يَنْفَعَ بِهِ، وَأَنْ يَجْعَلَهُ خَالِصاً لِوَجْهِهِ الكَرِيمِ.

وَصَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمِّدٍ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.